محمد مرسي



الجمعة، ٣ سبتمبر ٢٠١٠

بحث بعنوان واجبات الشاب المسلم

مقدمة

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو النهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مر شدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . وبعد: فالحديث إلى الشباب المسلم يختلف عن الحديث لأى شخص آخر ، فالشباب هو سن الهمم المتوثية والدماء الفائرة ، والآمال العريضية ... سن العطاء والبذل والفداء ... سن التلقى والتأثر والان فعال . ومن هنا كان سن الشباب فى منطق الإسلام ذا مسئولية وقيمة خاصة .. لطالما حرص رسول الله (ص) على إشعار الشباب بها ، ومن ذلك قوله (ص) : " اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك ، وفراغك قبل شغلك " .

ولذا ايها الشباب :

إنما تنجح الفكرة إذا قوي الايمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاست عداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها. وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الايمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب. لان أساس الايمان القلب الذكي، وأساس الاخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هن ا كان الشباب قديمآ و حديثأ في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها .

لذا فقد خاولنا جاهدينان ننتقل من ميدان الكلام إلي ميدان العمل ، وميدان وضع الخطط والم ناهج إلي ميدان الإنفاذ والتحقيق حيث يدور البحث حول العناصر الاتية :

راجين من الله النفع لنا ولكل المسلمين .

أ ــ الواجب الأول مع الله عز وجل

فالحد الأدنى المطلوب من كل مسلم هو أداءالفرائض واجتناب النواهى فمن المعلوم أن الله عز وجل خلق الثقلين ليعبدوه وحده لا شريك له، وأرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام لدعوة الناس إلى هذا الواجب وتوضيح هذا الأمر العظيم وتبصيرهم في ذلك وتوجيههم إلى الخير وتحذيرهم عما سواه، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[1]، فأبان سبحانه وتعالى أنه خلق الثقلين ليعبدوه وحده لا شريك له، وأن الرزق عليه سبحانه وتعالى وليس في حاجة إلى أحد من خلقه جل وعلا، بل هو الرزاق سبحانه وتعالى، وإنما خلقوا ليعبدوا ربهم، وعبادته تعظيمه والخضوع له سبحانه وتعالى والذل له بفعل أوامره وترك نواهيه عن محبة خاصة وعن صدق وإخلاص وعن رغبة ورهبة، هكذا تكون العبادة، أما من أرادالتقرب إلى الله فعليه بعد أداء الفرائض بإتقان أن يتبعها بالنوافل وأن يجاهد نفسه فى سبيل تأديتها فعن أبي هريرة– رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى قال : من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه -رواه البخاري .
حتى يصل إلى ما وراءأدائها من التقرب إلى الله والاستئناس به... فيردد دائما : {وَعَجِلتُ إلَيكَ رَبِ لتَرضَى} .

  • عودة الى اعلى
  • ب ــ الواجب الثانى مع النفس

    يقول الله عز وجل : { وَنَفسٍ وَمَا سَوهَا (7) فألهمها فجورها وتقواها (8) قد أفلح من زكها (9) وقد خاب من دسها} فعلق الله عز و جل الفلاح بتز كية النفس والخسران بتركها مهملة ... لذلك علينا أن نعلم ونتيقن أن أعدى أعدئنا أنفسنا التى بين جن بينا ، وقد خلقت أمارة بالسوء ، ميالة إلى الشر ، فرارة من الخير ، وأمرنا بتزكيتها وتقويمها ، وقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها وخالقها ، ومنعها عن شهواتها وفطامها عن لذاتها ، فإن أهملناها جمحت وشردت ولم نظفر بها بعد ذلك ، وإن لازمناها بالتوبيخ والمعاتبة والملامة كانت هىالنفس اللوامة التى أقسم الله بها ورجونا أن تصير النفسالمطمئنة .و علينا ايضا ان نتسلح بالثقة والأمل ، الثقة بأنفسنا والأمل في ربنا، الثقة بيومنا واليقين بغدنا، لا نيأس ولا نقنط ولا نملّ كما يملّ الك ثيرون في عصرنا، فكل ما نشاهده من عظماء بلغوا ذروة المجد اثروا الناس بعلمهم ومعارفهم فكانوا نب راسا يستضاء به في ظلام الجهل حتى يتبدد الظلام ويحل النور والتقدم والخير كلهم لم يولدوا عظماء بل كانت الثقة والامل سلاحهم فقدموا كل ذلك للاجيال عن طيب خاطر آملين منا نحن الشباب ان نواصل المسيرة حاملين راية العلم والحضارة والمعرفة من بعدهم حتى تتواصل الاجيال مجدا و رخاءا وازدهارا . ويقول احد الكتاب : "كنت اظن ان اكثر الاحداث مأساوية للإنسان هو ان يكتشف بئر نفط او منجم ذهب في ار ض بينما يرقد على فراش الموت و لكن عرفت ما هو اسوأ من هذا بكثير وهو عدم اكتشاف القدرة و الثروة العظيمة داخله " .

    نعم اكتشاف انت , انت وليس احد غيرك .

    انت من فضلك ربك واكرمكعن سائر وباقي مخلوقاته .

    انت الذي استخلفك في الارض واسجد لك ملائكته .

    انت المخلوق في احسن واكمل واجمل صورة .

    وينتظر منك ان تحمل الامانة بسيرتك الذاتية وتغير الاحداث وتسطر اروع اللانجازات , كيف يحدث منك هذا ؟

    بالهمة العالية وبنفسك الوثابة السائرة في دروب التفوق الدائم , فلا تتوقف وتخطى الحواج

  • عودة الى اعلى
  • ج ــ الواجب الثالث مع العقل

    يقول ابن القيم رحمه الله " من هداية الحمار _ الذي هو ابلد الحيوانات _ ان الرجل يسير به ويأتي به منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلي جاء إليه ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث على السير فمن لم يعرف الطريق إلى منزله وهو الجنة فهو ابلد من الحمار " ويقول ايضا " نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب فيتلمح البصير في ذلك عواقب الامور " .

    فكما أن الشباب المسلم مطالب بالقرب من الله وجهاد نفسه فهو أيضا مطالب بالاهتمام بعقله وتغديته بالمفيد النافع . ان يتفوق في اختصاصه، أن يبذل جهده في طلب العلم، نحن للأسف موسومون بأننا من العالم المتخلف ا لذي يسمونه العالم الثالث، وبعض بلاد المسلمين لو كان هناك عالم رابع لنسب إليه، لازالت الأمية تسود في كثير من بلاد الإسلام، ولازال بعض الناس يعتقدون أن سبب تخلف المسلمين هو الإسلام، وهذا غير صحيح بالمرة، فيوم كان المسلمون مسلمين ويوم كان الإسلام إسلاماً كانوا المسلمين هم الأمة الأولى، والعالم الأول في هذه الدنيا، قادت حضارتهم العالم حوالي عشرة قرون كان المسلمون فيها هم السادة والرادة والقادة، وكان العالم يتعلم على أيديهم، ويت علم في مدارسهم وجامعاتهم، وكانت اللغة العربية هي لغة العلم، ومن يريد من أبناء أوروب ا أن يظهر أنه إنسان مثقف أو متقدم تكلم بعض ألفاظ بالعربية، كما يفعل كثيرون الآن حينم ا يكلِّمونك فيدخلون في كلامهم كلمات بالإنجليزية أو بالفرنسية ليشعروك أنهم من أهل التقدم والح ضارة، هكذا كنا وينبغي أن نعود إلى ما كنا عليه، ولا يكون هذا إلا إذا أتقنَّا العلم وتفوق نا فيه، ليس علم الشريعة وحده، كل علم في هذه الدنيا، يجب أن نرقى في كل فنون العلم، في الفيزياء ، في الكيمياء، في الأحياء، في الرياضيات، في الطب، في الفلك، في التشريح، في علوم الذرة، ينبغي أن يكون لنا نصيب منها، ولا نكون عالة على غيرنا كما هو شأننا اليوم، نحن لسنا أغبياء، فينا النوابغ، وفينا العباقرة في كل ناحية من نواحي الحياة، ولكن نرجو من أبناءنا أن يبذلوا الجهد في طلب العلم، أسلافنا قالوا: " إن العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك"، أن تعطي العلم كل جهدك وكل همك وكل وقتك وكل فكرك، وهو يعطيك بعض ما عن ده، لأن العلم بحر لا ساحل له، ولا قرار له، وصدق الله العظيم إذ يقول (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)، فنحن في دائ رة هذا القليل نتنافس، ونسعى ونكدح ونجاهد وهذا هو واجبنا .

  • عودة الى اعلى
  • د ــ الواجب الرابع مع الدراسة

    انه الشاب ا لمسلم .وجد نفسه محصورا بين جدران .. واكتشف سلبا يلفه .. فانتفض .. ولم يؤمن بمفتاح بطيء .. بل كسر ال قفل القديم . . ورماه .. ثم خطى خطوات العزم والتصميم .. فكانت نقلته قوية .. لمعت ببريق الارادة .. حتى انها كسرت العتبة .. وخرج إلى سعة , وضياء , وأفق رحيب .. معه العلم والكتاب .. ويدير دولاب الحضارة .. ومضى يحدوه منهجه الإلهي .. يؤكد ذ اته المتميزة .. ويصنع الحياة.

    علمنا الإسلام ألا نفرق بين علوم الدنيا وعلوم الدين بل أوصى بهما جميعا وجمع علوم الكون فى آي ة واحدة ، وحث عليها وجعل العالم بها سبيل خشيته وطريق معرفته وذلك فى قوله تعالى : { أ لم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحم ر مختلف ألوانها وغرابيب سود * ومن الناس الدواب والأنعم مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلموا} وإذا كان الإسلام يحث أبناءه على الولوج فى كل ميادين الحياة ، فحا جته الآن إلى ذلك الأمر أشد .

  • عودة الى اعلى
  • هـ -الواجب الخامس مع الاهل

    الغالبيةالعظمى من الشباب يعيش مع أهله والملاحظ أن أغلب بيوتنا لم تصطبغ بصبغة الإسلام الكام ل فيرى الكثير منا تفريطا فى بعض جوانب الإسلام من قبل أهله ومن هنا كانت المهمة الملقاة على عاتقنا تجاه الأهل ثقيلة جدا خاصة والأهل لا يقبلون نصيحة أبنائهم بسهولة لأنه كما قيل (( زامر الحى لا يطرب)) ولأنهم يرون الصورة الحقيقية لأبنائهم بحلوها ومرها عكس بقية الناس الذين يرون حلوها فقط .

    ان انتمائي للإسلام يجب أن يجعل مني صاحب رسالة في الحياة .. بل يجب أن يجعل حياتي – كل حياتي – م وجهة وفق هذه الرسالة ..فاذا كان انتمائي للإسلام يفرض علي أن أكون مسلماً في نفسي عقيدةً وإيماناً وأخلاقاً، فانه يفرض علي كذلك أن أعمل ليكون المجتمع الذي أعيش فيه مسلماً ..

    إنه لا يكفي أن أكون مسلماً وحدي دونما اهتمام بمن حولي .. ذلك أن من الآثار التي يبعثها الإسلام ويسكبها في النفس البشرية – ان هي آمنت وأحسنت – الاهتمام بالآخرين ودعو تهم والنصح لهم والغيرة عليهم مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من ب ات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )

    ومن هنا كانت أول (مهمة) تعهد إلى المسلم بعد (نفسه) مباشرة هي مسؤوليته تجاه أهله و بيته وأولاده بدليل قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَال ْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) - مسؤولية الزواج :
    إن الإسلام كيما يساعدني على النجاح في انشاء البيت المسلم د لني على الطريق ، وأشار إلى جملة عوامل وأسباب تُسهل مهمتي وتحقق غايتي ، منها :
    - أن يكون زواجي لله ... أي لإنشاء البيت المسلم .. لإنجاب ذرية صالحة تضطلع بحمل الأمانة وتُحقق توالد الهداية واستمرارها (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ)
    - أن يكون من مقاصد زواجي أن أعف بصري وأحفظ فرجي وأتقي الله ربي.
    في الواقع ان النجاح في الزواج.. في اختيار المرأة الصالحة.. في انصهار الزوجين في بوتقة الإسلام .. يساعد إلى حد كبير على تربية الأولاد التربية الإسلامية المنشودة. أما الف شل في تحقيق الزواج الإسلامي، وسوء اختيار المرأة، فان ذلك يفضي عواقب مهلكة وينذر بشر مستطير للبيت كلّه..

  • عودة الى اعلى
  • و ــ الواجب السادس مع المجتمع

    على شبابنا أن يعمل مترابطاً متعاوناً مع إخوانه، العمل الفردي لخدمة هذا الدين لا يكفي، لا يكفي أن تعمل وحدك فإنما يأكل الذئب من الغنم الشاردة، الشاة في وسط القطيع محمية بالقطيع، فإذا شردت عنه وبعدت منه، التهمها الذئب وافترسها، فاحتمِ بإخوانك، ضع يدك في أيدي الصالحين منهم، وتعاونوا على البر والتقوى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"، "يد الله مع الجماعة" ومن شذَّ شذَّ في النار، الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيا أخي الشاب لا تعش وحدك، فيصيبك الاكتئاب ويصيبك الهم وتراودك الأفكار وتسيطر عليك أشياء باطلة، كن مع إخوانك، المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، ضعيف بمفرده، قوي بجماعته ومن هنا قال القرآن الكريم (والعصر * إن الإنسان لفي خُسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) لماذا لم يقل القرآن (إلا الذي آمن وعمل صالحاً) لأنه لا يتصور الإنسان الناجاة من الخُسر إلا في جماعة، (إلا الذين آمنوا) الجماعة هي الناجية (إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق) هذا التعبير يفيد في اللغة التفاعل من الجانبين، أي توصي غيرك بالحق وتقبل الوصية من غيرك بالحق، فليس هناك إنسان أصغر من أن يوصي ولا إنسان آخر أكبر من أن يوصى ، لابد أن توصي وتوصى، هذا معنى التواصي (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وإن كان التواصي بالصبر مقروناً بالتواصي بالحق، لأن الحق ثقيل التكاليف، الحق مُرّ لا يتجرَّعه إلا حُرّ، طريق الحق مفروشة بالأشواك لا بالأزاهير، مضرجة بالدماء، مليئة بالجثث والضحايا، فلابد أن توطِّن نفسك على هذا، نريد من الشاب أن يتعاون مع غيره من المؤمنين الصالحين، من أجل هذا عرف عصرنا الجمعيات، الناس تعمل في شكل جمعيات، حتى يشد بعضها أزر بعض، ويقوِّي بعضها بعضاً، هكذا ينبغي، لا تعش وحدك فيصيبك الاكتئاب والقلق، ولكن كن مع إخوانك دائماً، من أجل هذا شرع الإسلام الجماعة، وجعلها أفضل من صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة، حتى يغرس في نفس الإنسان المؤمن الروح الجماعية، والشعور الجماعي، والتفكير الجماعي، ولهذا يقول الإنسان المسلم وهو في صلاته وهو يناجي ربه ويقرأ الفاتحة، يقول ولو كان في عقر بيته منفرداً وحده (إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم) لا يقول (إياك اعبد) يتكلم بلسان الجماعة، لأن الجماعة تحيى في ضميره، وتتمثل على لسانه، إنه دائماً يستوحيها، ويستشعرها ويستحضرها، ويعلم أنه عضو في جسمها، وواحد في قافلتها، هكذا يناجي ربه بصيغة الجماعة (إياك نعبد وإياك نستعين) ويدعوه بلسان الجماعة (اهدنا الصراط المستقيم) لا يدعُ بالهداية لنفسه فقط، إنما يدعو للمؤمنين جميعاً، يحشر نفسه في زمرتهم لعل عنده عوائق أو موانع تحول دون إجابة دعائه بينه وبين إجابة الدعاء، إذا أدخل نفسه في زمرة المؤمنين فعسى الله أن يتقبله معهم، (اهدنا الصراط المستقيم).

  • عودة الى اعلى
  • ز ــ كيفية الجمع بين هذه الواجبات

    بعد أن بينا بحول الله وفضله ومنته بعض الواجبات المهمة المطلوبة من الشاب المسل م تظهر لنا مشكلة هامة ألا وهى : كيف يوازن الشاب الم سلم بين كل هذه الواجبات دون إفراط فى ناحية أو تفريط فى ناحية أخرى ؟ لقد اتضح بالتجربة أن المسلم لا يستطيع أن يستمر فى أداء هذه الواجبات بنفس القوةوالتوازن إلا فى حالة واحدة هى : وجود بيئة صالحة ووسط طيب يجتمع فيه على طاعة الله وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه والعمل على أداء الواج بات التى ذكرناها سابقا وغيرها . ولابد من إيجاد هذا الوسط ولو كان من اثنين فقط لأنه كما أخب رنا الرسول (ص": (( إن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ".

  • عودة الى اعلى
  • خاتمة

    أخى الشاب :

    سل المجاهدون خنجر الخوف , فذبحوا به كبش الكسل , ففزع النوم وطار , ودوى في اسماعهم صوت الحق : ( هل من داع ) فلبوا النداء , و استنشقت انوفهم عبير الجنة , حملته رياح الاسحار , فاشتد الشوق وقوي العزم, ونصبت الاقدام , وهطلت الدموع , الى ان انتتهى زمن الزيارة, وحان وقت الفراق وآذن الانس بالرحيل .. طلع الفجر .ها نحن قد عرفنا الكثير مما هو مطلوب منا ولم يبق أمامنا سوى العمل على تطبيق ما ذكرنا حتى لا يكون حجة علينا يوم القيامة هيا بنا يا أخى نكثر الزاد فإن السفر طويل . هيا بنا نفر إلى الله ، فما أشوق القلوب إلى الجنة .

    فحى على جنات عدن فإنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم

    ولكننا سبى العدو فهل ترى .... نعود إلى أوطاننا ونسلم

    وأخيرا اقول لما صبر الورد على الالم , وتحمل مجاورة الشوك ووخذ الابر استحق ان يتصدر مجالس الامراء ويصبح رمز الحسن والبهاء , ولا تكاد تجد هدية ارق من الورد .
    ولما آثر الحشيش السلامة , صار مرتع الحمير وعلف البهائم , ورخص وداسته الاقدام , حتى غدا رمز المهانة ... أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يغفر لنا ولإخواننا وأن يجمعنا بهم فى الجنة آمين ... آمين ... آمين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق